بعد نجاح الجزء الأول من مسلسل "كسر عضم"، عُرض الموسم الثاني منه، ولفتنا في هذه القصة، بالإضافة إلى الحرب الكبيرة على الفساد، وأن مُحارب الفساد هو فاسد كبير ، أن هناك قصص حب صغيرة، لا يتم التركيز عليها، لكنها أعطت نكهة للعمل، كما أن القصة تتطرق إلى العديد من المشاكل التي يعيشها الشعب السوري، منها الحرب، انقطاع التيار الكهربائي، الغلاء، الجوع والفقر، وخصوصاً الخوف والرعب الدائمين.


في الحلقة ما قبل الأخيرة، ركّز الكاتبان رفعت الخطيب وهلال الأحمد والمخرج كنان إسكندراني، على الزلزال الذي حدث في سوريا وتركيا، والذي شرّد الكثير من الناس.
"أبو ريان" أي الممثل فايز قزق، يعمل على العودة الى السياسة والأمن، ستكون من خلال جمعية خيرية تساعد المتضررين من الزلزال، وهي فكرة ذكية.
تعجّبنا بأن يكون دور "أبو ريان" صغيراً، فـ فايز قزق ممثل كبير وحضوره قوي ورائع، يغني أي مسلسل يشارك فيه، كما أن الجمهور يحب وجوده في الأعمال بشكل كبير.
الممثل رشيد عساف بدور " كنعان الصايغ " المخابراتي بإمتياز والفاسد بإمتياز، الذي يريد إرضاء الأكبر منه سناً ورتبة، ويستبد بالأصغر منه مكانة.
الممثل أحمد الأحمد رجل بكل ما للكلمة من معنى، عبّر عن هذا الدور بشكل لافت، فكان محكوماً من الأعلى منه رتبة وهو "كنعان الصايغ"، ويتلقى الأوامر منه، ويتحول الى شخصية الآمر المستبد بزوجته في المنزل.
"رولا" أي الممثلة ريام كفارنة زوجة "ابراهيم" في المسلسل، هي ممثلة قديرة نراها تارة في مسلسل مصري مثلاً "صلة رحم"، وتارة في مسلسل لبناني، أما هنا فتجسد دور رولا ابنة أبو رولا في المسلسل السوري، تتقن كل اللهجات بجدارة وبراعة في كل الأعمال، واللافت هو أنه بمكياج ومن دون مكياج، وجهها جميل و"فوتوجينيك"، كما لا ننسى أنها أيضاً بارعة في التمثيل.
"أبو مريم" أي الممثل كريم الشعراني، كان منفذاً لقرارات الفساد بغطاء أمني في المسلسل، أبدع بدوره كشرير، لكن ضحكته المبتذلة التي تتضمن "شخرة"، كما عبروا عنها في المسلسل، منقولة عن الشخصية التي لعبها الممثل باسل خياط مع الممثل آسر ياسين في مسلسل "30 يوم".
"إم عامر" أي الممثلة وفاء موصللي، إبداع واحتراف، وبدور الأم حنان وتفهّم.
الضابط "يونس" الذي يجسده الممثل يزن خليل، يمثّل المثالية ويخلو من أي شائبة، هو المقاتل الذي يطبّق القانون، وفي شخصية العاشق، هو الحنون الذي يعطي الأمان لحبيبته.
"يارا" أي الممثلة ولاء عزام، هي العنصر المعبّر عن الوطنية بامتياز، وعن ثورة الإنسان ضد الفساد والظلم والقهر، كما أدت دور عاشقة "حاتم" أي الممثل فارس ياغي، وهو الإعلامي المتمسك بمبادئه وصراحته في زمن الحرب، صاحب الكف النظيف، الذي يعاني بسبب وطنيته في كتاباته عن الإضطهاد الفكري والمعنوي.
"فارس" أي الممثل طارق الصباغ، هو ابن الضابط الذي تربى بإطار الدلع والإهمال من قبل والده، وكان القاتـ ل وتاجر المخدرات والمتعاطي، الذي يرافق بائعات هوى.
"أبو دياب" أي الممثل محمد حداقي، استغل الحرب للعمل في التجارة السوداء، بالإضافة الى تجارة المخدرات، وقد رفع أسعار المواد الغذائية، واستغل المؤن لصالحه، لكنه قدّم الشخصية بطابع مميز، النصاب الطريف الذي يلقي كلمات إسبانية.
"يعرب" أي الممثل إيهاب شعبان، هو المثل الضئيل لإنسان اضطر الى أن يسير في الدرب السيئ، الا انه عاد الى الطريق الصحيح.
بالإضافة الى الممثلين نادين سلامة بدور "فداء"، يزن السيد بدور "سامر" ، مرح ديوب بدور "رندة"، مروة الأطرش بدور "هديل"، إسماعيل مداح بدور "جواد"، نادين الشعار بدور "دلع"، بشار إسماعيل بدور "أبو النور"، جمال العلي بدور "مالك"، وكل من شارك في هذا العمل تحية لهم، ونهنئهم على كفاءاتهم وحرصهم على تقديم أدوارهم بإحتراف كبير.
كسر عضم -السراديب، أظهر للمشاهد فساد المسؤولين من ناحية السرقة والضرب وكتم الحياة، واستعمال الإعلام لتغطية الكذب، كما أظهر أن الفساد الكبير يؤدي الى فساد الشباب من ناحية المخدرات والدعـ ارة والقتل، وتبين لنا أن حب المال بشكل كبير، يؤدي إلى الدعس على كل المبادئ لإكتسابه.
في نهاية الحلقة الأخيرة، تُستبدل مافيا الفساد في أمن الدولة بمافيا أخرى، ما يعني أن الفساد سيستمر، فهل يمكن بيوم أن يتم القضاء على الفساد في هذه الدولة أو في أي دولة أخرى؟
كما ان في نهاية العمل وضعوا مساحة لإمكانية تحضير موسم ثالث منه.